يوم جديد من الأرقام القياسية، ومزيد من البؤس، وآفاق أشد قتامة في بقاع واسعة من المعمورة. لكن الهند تظل في عين العاصفة الوبائية، بالفظائع الصحية والإنسانية التي تشهدها منذ مطلع أبريل الجاري. فقد سجلت أمس الأربعاء رقماً قياسياً جديداً بلغ 362757 إصابة جديدة، و3298 وفاة. وكانت الهند قد سجلت الثلاثاء 232144 إصابة جديدة، و2771 وفاة. وأدى ذلك إلى ارتفاع العدد التراكمي لحالاتها إلى 17.99 مليون إصابة. كما ارتفع عدد وفياتها إلى 201187 وفاة. وتواصل انهيار منظومتها الصحية في معظم مدن البلاد. وقالت السلطات، إن 115 هندياً يموتون بالوباء كل ساعة! وذكر خبراء أن الهند تصطلي بثلاث سلالات فايروسية متحورة وراثياً. وأدت أرقامها القياسية إلى تجاوز إصابات العالم فجر الأربعاء 149 مليون إصابة، قفز معها عدد وفيات العالم إلى 3.14 مليون وفاة. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن الأسبوع الماضي شهد 5.7 مليون إصابة جديدة، جاءت 52% منها من الهند. كما سجل الأسبوع الماضي 78 ألف وفاة حول العالم. وعلى رغم انفراج الوضع الوبائي في الولايات المتحدة، الأولى عالمياً، إلا أنها تقترب من تسجيل 33 مليون إصابة منذ بدء الجائحة (32.88 مليون أمس). كما تقترب وفيات الولايات المتحدة- وهي الأكثر عليماً- من 600 ألف وفاة. ونقلت بلومبيرغ عن مسؤولين في موسكو قولهم أمس أن روسيا تواجه موجة فايروسية رابعة، فيما أجمعت الغالبية العظمى من أبناء الشعب الروسي على رفض اللقاحات الثلاثة التي أتاحها الكرملين. وعلى رغم أن المساعدات الطبية بدأت تصل إلى الهند من السعودية، وبريطانيا، وألمانيا، والولايات المتحدة؛ إلا أن البؤس لا يزال هو أكبر عناوين الوضع في المشافي والمدن الهندية؛ إذ لا تزال المستشفيات تشكو نقص الأكسجين الطبي، والعقاقير المضادة للفايروس، وعدم وجود أسرّة شاغرة في العنابر العادية، وفي وحدات العناية المكثفة. وناشد رئيس اللجنة الحكومية للاستعداد للطوارئ الطبية الدكتور في. كى. بول الشعب الهندي أمس ارتداء الكمامات داخل منازلهم، لمكافحة تفشي كوفيد 19. وأعلن رئيس أركان الجيش الهندي الجنرال ريبين راوات أمس أن الجيش سيزود المستشفيات بمخزونه الاحتياطي من الأكسجين الطبي. كما أعلن أنه تم استدعاء متقاعدي السلاح الطبي للعمل في المستشفيات لتخفيف الوطأة على الأطباء المدنيين. وفي مسعى حكومي إلى التغلب على مشكلة عدم وجود أسرّة شاغرة، تم تحويل عربات القطارات إلى عنابر للعزل الصحي. وفيما أضحت محارق الجثامين تظل مشتعلة على مدار ساعات اليوم؛ أطلّت في الهند مشكلة أخرى، تتمثل في تزايد حالات اعتداء ذوي المرضى الذين يموتون بالوباء على الأطباء المعالجين. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع عدة تجسد تلك الاعتداءات. ولم يسلم من العدوان الممرضون وحراس المستشفيات. وذكرت سلطات مستشفى أبوللو في نيودلهي، حيث تم الاعتداء على الأطباء والكوادر الصحية، أن الأطباء الذين أصيبوا بجروح في الاعتداء اضطروا للعودة الى العمل بعد أقل من ساعة، لأن عدد المرضى كبير، بحيث لا يسمح بغيابهم. وشكا أطباء آخرون من أنهم على رغم معاناتهم من أعراض الوباء، إلا أن إدارات مشافيهم تمسكت بضرورة استمرارهم في العمل الى حين تأكد تشخيص إصاباتهم بمزيد من الفحوص. وتناقلت مواقع التواصل في الهند مقاطع اعتداء آخر على طبيب في مستشفى مدينة بونا، على أيدي أقارب متوفى توفي أثناء الانتظار لعدم وجود سرير شاغر في وحدة العناية المكثفة. وحذر عدد من خبراء مكافحة الأمراض المُعدية الهنود من أن الأسوأ لم يأتِ بعد. وتوقعوا تفاقم عدد الإصابات والوفيات خلال الأسبوعين القادمين. وعلى صعيد آخر، ذكرت شبكة سي ان ان الليل قبل الماضي أن اثنين من موظفي البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الهند توفيا بكوفيد 19، فيما أصيب أكثر من 100 من موظفي السفارة البعثة الأمريكية. وتوجد في الهند خمس قنصليات أمريكية، إلى جانب السفارة في نيودلهي. وأوضحت سي إن إن، أن الوفاتين والإصابات حدثت للموظفين المحللين في البعثة الأمريكية. لكن الشبكة لم تذكر الأماكن التي حدثت فيها الوفاتان والإصابات المذكورة. وقال كبير أطباء الولايات المتحدة الدكتور فيفيك ميرثي، إنه فقد عدداً من أفراد أسرته بسبب الوباء الذي يجتاح الهند. وأضاف أن الدول التي أحرزت تقدماً في برامج تلقيح سكانها بالأمصال المضادة لكوفيد 19 ينبغي أن تشعر بالقلق من التفشي الوبائي الذي تشهده البلدان الأخرى. وأوضح أن التفشي المتسارع في البلدان الأخرى يحمل معه مخاطر تحور مزيد من السلالات الفايروسية.
حذر أطباء باكستانيون أنهم في أتون الوضع الذي تشهده الهند يخشون أن تكون باكستان هي الهدف التالي لفايروس كورونا الجديد. وقال الاستشاري بمستشفى المجمع الطبي في حيدرآباد الدكتور محمد سهيل: يبدو واضحاً أننا نتجه صوب حالة شبيهة بما يحدث في الهند. ولا يوجد وجه للمقارنة بين الهند، حيث لا يقل عدد الإصابات عن 300 ألف يومياً، وبين باكستان التي تسجل نحو 4500 إصابة جديدة. وقال الدكتور سهيل لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس: لدى كل من باكستان والهند القضايا نفسها. فالشعبان لا يقيمان وزناً للإرشادات الصحية الوقائية. واضطرت حكومة رئيس الوزراء عمران خان إلى نشر قوات الجيش الباكستاني لضمان التزام الشعب بارتداء الكمامات في الأسواق والأماكن العامة. وشوهدت قوات الجيش جنباً الى جنب الشرطة في مدينة لاهور وهي تجوب الطرقات لتنفيذ إلزامية ارتداء قناع الوجه، وضمان عدم تحرك الأفراد بعد بدء حظر التجول السادسة مساء كل يوم. ولا تبعد لاهور أكثر من 24 كيلومتراً عن الحدود الهندية. ويقول الأطباء الباكستانيون، إن أوجب واجبات حكومة عمران خان تتمثل في منع تسلل السلالة الهندية المتحورة من فايروس كوفيد 19 للأراضي الباكستانية.
باكستان.. إياك أعني واسمعي يا جارة !
حذر أطباء باكستانيون أنهم في أتون الوضع الذي تشهده الهند يخشون أن تكون باكستان هي الهدف التالي لفايروس كورونا الجديد. وقال الاستشاري بمستشفى المجمع الطبي في حيدرآباد الدكتور محمد سهيل: يبدو واضحاً أننا نتجه صوب حالة شبيهة بما يحدث في الهند. ولا يوجد وجه للمقارنة بين الهند، حيث لا يقل عدد الإصابات عن 300 ألف يومياً، وبين باكستان التي تسجل نحو 4500 إصابة جديدة. وقال الدكتور سهيل لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس: لدى كل من باكستان والهند القضايا نفسها. فالشعبان لا يقيمان وزناً للإرشادات الصحية الوقائية. واضطرت حكومة رئيس الوزراء عمران خان إلى نشر قوات الجيش الباكستاني لضمان التزام الشعب بارتداء الكمامات في الأسواق والأماكن العامة. وشوهدت قوات الجيش جنباً الى جنب الشرطة في مدينة لاهور وهي تجوب الطرقات لتنفيذ إلزامية ارتداء قناع الوجه، وضمان عدم تحرك الأفراد بعد بدء حظر التجول السادسة مساء كل يوم. ولا تبعد لاهور أكثر من 24 كيلومتراً عن الحدود الهندية. ويقول الأطباء الباكستانيون، إن أوجب واجبات حكومة عمران خان تتمثل في منع تسلل السلالة الهندية المتحورة من فايروس كوفيد 19 للأراضي الباكستانية.
باكستان.. إياك أعني واسمعي يا جارة !